10- 1- 1 منزلة العقل في الإسلام

طلابي الأعزاء ...

أولا: تحاورنا في الصف حول الفرق بين موقف المسلمين من العلم وموقف رجال الكنيسة في العصور الوسطى، وتمثلنا لحال المسلمين بما تقوم به الجائزة الرائدة في العالم الإسلامي وهي جائزة دبي للقرآن الكريم وعلومه والتي توجّت مشاريعها وأنشطتها بتكريم الشخصيات الإسلامية الرائدة باختيار شخصية العام الإسلامية سنويا، فكان في ركب هؤلاء د. زغلول النجار العالم الجيولوجي المسلم، المولود في عام 1933 ... تعرف على المزيد عن د. النجار ...




ثم تناولنا نماذج من كبت الكنيسة في العصور الوسطى لعلمائهم، فما بين سجن وحرق وتحريم للكتب المخالفة لنظرتها ووصفها بأنها تحوي وساوس شيطانية، مما دفع بعضهم وهو (جاليليو) إلى الركوع أمام رئيس المحكمة معلنا تراجعه عن رأيه المخالف لها متهما رأيه السابق بإنه إلحاد وأنه قد رجع عنه، ويبدو أن هذا الفعل لم يكن كافيا للنجاة، فقد عوقب بالنفي في منزله إلى أن مات سنة 1609، وفي عام 1983 قدمت جمهورية الفاتيكان اعتذارا رسميا لجاليليو! ... تعرف على المزيد عن جاليليو ....




استمع إلى نصيحة د. زغلول النجار إلينا طلبة العلم جميعا، وبيانه الفرق بين حال المسلمين مع العلم وحال رجال الكنيسة معه



ثانيا: تعرفنا على منزلة العقل في الإسلام، كيف كرّمه وأنزله منزلته اللائقة به، فمن ذلك، أنه:

1. حرره من الأوهام والظنون الكاذبة.
2. نهى عن التقليد الأعمى الذي يعطل العقل.
3. دعا لتوظيف العقل للتوصل إلى الحقائق.
4. ربط كرامة الإنسان بمدى توظيفه لعقله.
5. ربط التكليف بالعقل.
6. اعتبر حفظ العقل من الضرورات، وشرع ما يحفظه.



ثالثا: مما سبق تبين لنا جميعا العبث العقلي الذي مارسه أهل الجاهلية في وأدهم بناتهم، إذ يزعمون أنهن يجلبن الفقر والعار!! والعبث العقلي الذي يقع فيه من يدعو غير الله من صنم أو حجر أو ميت ويستغيث به في المصائب التي لا ينجي منها إلا الله وهو لا يسمعه أصلا، ولو سمعه ما استجاب له !!! كل ذلك بسبب الأوهام والظنون الكاذبة.

والعبث العقلي الذي يمارسه متتبعوا الأبراج في القنوات والجرائد اليومية، والمتطيرون المتشائمون بالأعداد والأيام والأشكال وبعض الحيوانات !! بل وبالمرأة !! والمغرمون بقراءة الكف والفنجان، ومعلّقوا الحروز والتمائم والكفوف والأحذية والخيوط التي يظنون أنها تسبِّب نفعا أو ضرا!!

والعبث العقلي الذي يمارسه من يمنع المتأهل للاجتهاد من الاجتهاد، وإلزامه بتقليد غيره، بل بتقليد شخص معين لا يفارقه في أي شيء!! حتى لو خالف السنة الظاهرة المعلومة، ومن يقدّم عادات قومه على الشريعة الغراء تقليدا لهم، حتى أصبح بعض الناس يقدمون عادات غيرهم كذلك على شريعتهم فضلا عن عاداتهم وتقاليدهم.

فكيف بعبث من أفسد عقله وغطاه ومنعه من التفكير تماما وكبله بأغلال الخمر وقيود المخدرات؟!

لا شك أن هؤلاء جميعا جناة على العقل، مخالفون لشريعتهم التي جاءت بإكرام العقل والمحافظة عليه.


رابعا: حتى لا أطيل عليكم، أود أن تفكروا لماذا كل هذا الاهتمام بالعقل والتفكير السليم؟! سيأتينا في الدروس القادمة إن شاء الله الجواب التفصيلي على هذا السؤال، لكن لا مانع أن نعمل أذهاننا قليلا فيه، ولكي أعينكم على ذلك، سأضع لكم ما وعدتكم به في الصف، وهو هذا المقطع الرائع الذي أتمنى أن يعينكم في طرح بعض الأفكار بهذا الخصوص: