هذا درس مهم للغاية كباقي دروس هذا المحور الجميل (العقلية الإيمانية)
أولا: نظرا لأهمية القرآن الكريم لحياة القلوب والعقول ففيه هدايتها وشفاؤها ونورها مع كونه معجزة النبي صلى الله عليه وسلم كان لزاما على المؤمنين تدبره وتفهمه...
ثانيا: التدبر والتفهم والتفسير عملية عقلية، وتدبر القرآن من الإيمان، ويزداد به الإيمان، لذا كان هذا الدرس مناسبا لهذا المحور، فحقا تفسير القرآن من العقلية الإيمانية.
ثالثا: من أسباب وجوب تدبر القرآن، والحاجة إلى بيان وتفسير معانيه أنه مع تضمنه لأصول العقائد والأخلاق وقواعد الشريعة والسلوك والإرشاد لكل خير لم يتضمن جميع التفصيلات لهذه الأمور، وإنما ترك بعض ذلك للسنة النبوية، وبعضها لاجتهاد المجتهدين ....
رابعا: تفسير القرآن نوعان:
1. التفسير بالمأثور:
وهو بيان المعنى بما ورد في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين.
ومن هذه التفاسير:
التفسير لابن أبي حاتم، والمحرر الوجيز لابن عطية، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، والدر المنثور للسيوطي.
من أمثلة هذا النوع:
تفسير قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة] بقوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} [النساء69].
وتفسير قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر] بقوله صلى الله عليه وسلم: (الكوثر نهر في الجنة).
وتفسير قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} [النصر] بقول ابن عباس وعمر إنها إعلام بأجل النبي صلى الله عليه وسلم. (البخاري 4970).
2. التفسير بالرأي:
وهو بيان المعنى بالاجتهاد وإعمال العقل.
ومن هذه التفاسير:
البحر المحيط لأبي حيان، وروح المعاني للآلوسي.
ومن أمثلة هذا النوع:
تفسير قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا} [هود 15] قال الرازي إنها تشمل كل أحد، لأن كل أحد يريد التمتع بلذات الدنيا وطيباتها، ثم قال: إلا إن آخر الآية يدل على أن المراد هو الكافر، لأن قوله تعالى بعدُ: {أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار} لا يليق إلا بالكافر.
خامسا: يشترط فيمن يفسر القرآن بالرأي أن يكون: عالما بالعربية وقواعد الشريعة وأصولها ونصوصها.
سادسا: هناك تفاسير مزجت بين المأثور والرأي أظهرت اتجاه أصحابها وميولهم سواء الفقهية أو اللغوية أو العقدية أو الأدبية والاجتماعية، أي ظهرت اهتمامات المفسرين، فكان كل منهم يهتم ببعض المباحث في الآيات والسور.
سابعا: المفسرون سلكوا في بيان المباحث التي اهتموا بها أساليب وقواعد معينة هي مناهج التفسير، فاتجاهات المفسرين هي ميولهم واهتماماتهم في التفسير، ومناهج المفسرين هي قواعدهم وأساليبهم في التفسير.
ثامنا: مناهج التفسير أربعة: التحليلي والإجمالي والمقارن والموضوعي.
تاسعا: سنسلط الضوء في هذا الدرس على الاتجاه الفقهي في التفسير، وعلى المنهج الموضوعي في التفسير.
للحديث بقية ...
الثلاثاء، 3 مارس 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 18 تعليقًا:
في البدايه أحلى تحيه { السلام عليكم ورحمة الله وبركاته }
والصرأحه أستاذي ماقصرت بالشرح كفيت ووفيت بالشرح
و شي يو ماي تيجر ...
ولا تبخل علينا بكل ما هو مفيد لي ولأخواني الطلاب
عبد الله علي الحمادي وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
أحلى رد ......
وأشكر لك دخولك ...
وعندي سؤال للطالب ذي المكانة الخاصة عند أ. أبي خليفة:
ما الفرق بين مناهج التفسير واتجاهات التفسير؟
احلى تحيه الى احلى استاذ(سلام عليكم ورحمه الله وبركاته)
صراحه استاذ ما قصرت معانا في شرح الدروس
اشكرك على جهودك وتعبك علينا
والله كفيت ووفيت
تحياتي
طالب: سالم عمر العطاس
حياك الله يا سالم
شكرا على تقديرك
وأتمنى لو تدخل معنا في الحوار وتجيب على السؤال اللي سألته لعبد الله علي ...
وهو: ما الفرق بين مناهج التفسير واتجاهات التفسير؟
أرحب بالطالب عبدالله الحمادي
وأدعوه إلى الإجابة على هذاالسؤال:
1. ما الفرق بين مناهج التفسير واتجاهات التفسير؟
ترحيب خاص بالطالب فيصل ...
أنا أعرف إنك متهيؤ للإجابة ..
فأجب عن هذا السؤال:
لماذا في رأيك يشترط لمن يفسر القرآن بالرأي أن يكون عالما بالعربية وقواعد الشريعة وأصولها ونصوصها؟
.. (راجع خامسا) ..
سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عشان يوصل المعلومة صحيحة بي الغة العربة
لان يجب ان يكون القواعدالشرعية بسب ان يكون تفسير صحيح الي المسلمين
اتجاهات المفسرين هي ميولهم و اهتماماتهم في التفسير ...
ومناهج التفسير هي قواعدهم وأساليبهم في التفسير ...
فيصل شكرا لسرعة التجاوب
أحسنت وأضيف لإجابتك أن التفسير بالرأي فيه إعمال العقل والنظر، وحتى يعصم عقله ونظره عن الخطأ فينبغي أن ينضبط ذلك بقواعد الشريعة العامة وأصول الاستنباط الصحيحة.
شكرا فيصل ..
أحسنت يا عبد الله
جواب نموذجي
الظاهر إنك قرأت الموضوع في الأعلى جيدا ..
ان جاااهز حطللي السوااال ~~~~~
برعه بنسى بسرعه ~~~ههههه
سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
استاذ اريد السوال
سالم العطاس الطالب المشاغب (أحيانا)
ما التفسير الذي تميل إليه في قراءتك، هل هو التفسير بالمأثور، أم التفسير بالرأي؟
.. (راجع رابعا) ..
الطالب الشهم حمدان .. (مع بعض الملاحظات اليسيرة)
أرجو منك متفضلا توضيح مناسبةالدرس للمحور؟
يعني ما العلاقة بين درس التفسير بمحور العقلية الإيمانية؟
.. التفسير بالمئثور ..
~~لان ورد في القران والسنةو أقوال الصحابة والتابعين~~
الجواب ~~~~
هي عمليه عقليه ~~~تدبر القران من الايمان وتقوي الايمان ~~~~
وهي تعلمك السلوك والتدبير ~~~
وهي تبين المعنى ايه القرانيه او الكلمه والسنن واقول الصحابه والتابعين ~~~~
هذا الي عرفته ~~~شكرااا ع الدعم الا محدوودمن استاذ وانشالله نتريااا اليديد منك ونااا انشالله ~~~~
بارك الله فيك يا سالم ..
اختيارك حسن ...
والأحسن منه تعليلك ...
فعلا الإنسان تطمئن نفسه إلى قراءة التفسير الذي يعتمد على التفسير بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ..
وعلى فكرة يا سالم لا بأس أحيانا أن تطلع على بعض التفاسير التي تنتهج طريقة الرأي إذا كان أصحابها مأمونين الديانة، ومنضبطين بأصول وقواعد الإسلام الصحيحة، فإن فيها فوائد واستنباطات لا تخالف المأثور، وإنما هي زيادة بيان أحيانا، وتطبيقات حياتية أحيانا أخرى، وغير هذا من الفوائد، ولكن كما أخبرتك في البداية بشرط أن يكون المؤلف مأمون الديانة، مستقيم على أصول المسلمين النقية من الشوائب والبدعة والأهواء ...
ممتاز يا حمدان ...
إجابة نموذجية ...
فعلا التفسير عملية عقلية، وتدبر القرآن من الإيمان، ويقوي الإيمان ...
ملاحظة مهمة:
أخوي حمدان أنا أعرف أنك لما كتبت (إنشالله) تقصد بها (إن شاء الله) ولكن خانتك الكتابة على الكيبورد مع الحرص على سرعة الاستجابة للسؤال ...
لكن في المرات القادمة تنبه أخي إلى ذلك واحرص أن تكون كتابتك مستقيمة كما هو قلبك ونيتك مستقيمة ..
دائما أهلا وسهلا بك يالكثيري ...
إرسال تعليق